المذيع: شيخ! لو عدنا إلى التفجيرات الأخيرة التي وقعت في العاصمة السعودية
الرياض، هناك عدد من العلماء في
المملكة أصدر بياناً نشر على موقع الإسلام اليوم وأنت من ضمن هؤلاء العلماء، حملتم العمليات وما حدث بأنه سبب سياسي واقتصادي، ولكن لم توضحوا بأنه يمكن أن يكون هناك فهم خاطئ للدين؟
الشيخ: الحقيقة إذا كان هناك شيء في البيان يحتاج إلى مراجعة أو إلى إضافة لا نمنع أبداً، والبيان -كما تعلم- يمثل قدراً مشتركاً بين مجموعة من الموقعين، لكن أقول لك: نحن نحتاج فعلاً إلى أن نعيد النظر في كثير من أمورنا، نحتاج إعادة النظر في حالنا مع الله عز وجل، وفي مناهجنا التعليمية، لا لنحذف مادة الدين ولا الولاء والبراء في العقيدة، بل نؤصل ونزيد فيها مواداً عن الأخلاق وعن حسن التعامل وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وما أشبه ذلك، عن فقه الاختلاف، وتبقى المواد الأخرى قائمة وتعدل بما يخدم مصلحة الدين والإسلام وترسيخ العقيدة.
أيضاً مناهجنا التربوية، عندما نتكلم عن الجانب الاقتصادي، فإنه يذاع رسمياً أن (40%) من الشباب يعاني من البطالة، فلا يستغرب أن يكون مثل هذا دافعاً لأي عمل، وإن كنت أقول وما زلت أقول: سبق في تفجيرات العلية مثلاً اتهم بصراحة، أو كثير من الكتاب اتهموا حزباً معروفاً خارج البلاد، وكانت النتيجة غير ذلك، وكذلك ما تلاها من أحداث.
فأنا أقول: لا يجوز أن نستبق الأحداث بتحديد الفاعل، ولكن الذي يجب علينا أن نتأمل جميع الأسباب وأن ندرسها، وأن نعلم أن شبابنا أحوج ما يكون إلى إعادة النظر في تربيته وإيجاد فرص العمل له، ترك الغلو الآخر الذي ينصب علينا من الفساد الإعلامي، فالكلام الذي يتكلم به بعض المذيعين في هذه الأيام والله إنه يكاد يمزق قلب الحليم، فما بالك بمثل هؤلاء الشباب؟!
هؤلاء الذين يصبون الوقود على النار، ماذا يريدون عندما يتكلمون عن إلغاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلغاء المناهج الدراسية، يعني إلغاء الدين والإسلام وإلغاء وجودنا؟!
المذيع: يا دكتور! هؤلاء يطالبون بتصحيح الهيئة ....
الشيخ: يا أخي! لا تدافع فلست منهم، ولا سمعت كلاماً منهم، الذي سمعت لا يقبل الدفاع، فإذا قلت: إننا نعيد النظر في التربية فنعم، وأنا وأنت أول من يبدأ بذلك وكل شخص، نعم يجب أن نعيد النظر، فأي حادث يقع فهو عبرة للمؤمن، ونحن -والحمد لله- مسلمون ومؤمنون، وعندنا المرجع الثابت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا بد أن نعيد النظر في كل أمر لنرى مطابقته له.
أما إذا أعدنا النظر بما يرضي وبما يطابق ما يقوله أعداؤنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناهج فهذه في الحقيقة أسوأ ما يمكن أن نقدمه، وهي أكبر خدمة تقدم لهذا العدو الذي يتربص بنا الدوائر.
المذيع: يعني أنت لا ترى أن هذه المناهج التعليمية أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها سلبيات تستحق أن تصحح؟
الشيخ: إن كانت القضية قضية وجود السلبية فلا يوجد إدارة حكومية في
المملكة إلا وفيها سلبيات، أما إذا كانت السلبيات هذه هي التي أحدثت هذا العمل فأنا أقول: ندرس الموضوع دراسة متكاملة، ومن جملتها البطالة، هل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسئولة عن البطالة؟ هل هي مسئولة عن تفلت الشباب وسفرهم إلى الخارج ليتلقفوا المعلومات المغلوطة أو الغلو، أو كيف يتعلمون تهريب المتفجرات، هل هذه هي مسئولية الهيئة؟
أنا أقول: هناك جهات كثيرة جداً من مسئوليتها هذا العمل، فما للهيئة من أخطاء يناقش على أنه تقصير منها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلد، ولا علاقة له أبداً بهذا الأمر.